نشوء الهوية الإسلامية للكرد في العصر الإسلامي الوسيط دراسة فكرية تحليلية

المؤلفون

  • خسرو جبار عبدالله خان parwarda
  • أحمد ميرزا ميرزا الأركوشي

DOI:

https://doi.org/10.56422/ka.3.61.432

الكلمات المفتاحية:

الكرد، الهوية، الديني، النخب

الملخص

1ـ تعتمد صمود أيّ الهوية ثقافية الدينية في مواجهة التحديات التاريخية، وإستمرار حيويتها على عاملين رئيسيين، أحدهما ذاتي وهي قوة المنطق التي تحملها هذه الهوية، والآخر عامل موضوعي وهي وجود قوة صلبة تحميها وتدافع عنها، فالهويات الثقافية الدينية  التي كانت قد حملتها الكُرد قبل الإسلام، إستطاعت أن تستمرَّ في الساحة الإجتماعية  وتصمد فكرياً، بقدر ما حملتها هذه الهويات من أسس منطقية، وبقدر ما حظيت بها  من دعم من قوة صلبة.

2ـ تقلصت الهويات الدينية السابقة للإسلام في المجتمعات الكُردية، بسبب فقدانها للدعم السياسي التي كانت تحظى بها في السابق أوَّلاً، خاصة الهوية الدينية الزرادشتية والنصرانية، فلم تبقى من يدعمها إلّا بعض النُخب المتنفذة من أصحاب هذه الديانات، والتي إرتبطت بقاء مكانتهم ونفوذهم بِبقاء هذه الهويات،  وثانياً بسبب أنَّ هذه الهويات الدينية، كانت قد أقامت بعض مبادئها على أسس خُرافية غير منطقية، فلم تستطيع مقاومة الهوية الجديدة المتمثلة بالهوية الإسلامية، والتي كانت تقوم مبادئها على أسس عقلانية، ومع حلول القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، انحصرت إستمرارُ تبنّي هذه الهويات فقط  بين المجتمعات المنزوية والمنغلقة على نفسها في بلاد الكرد.

3ـ بدأت مسيرة نشوء الهوية الإسلامية للكرد مع بداية الفتح الإسلامي لبلاد الكرد، وإستمرت زهاء ثلاثة قرون، واكتملت مع حلول القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وكانت على مراحل وبشكل تدريجي، وسبقت أهل المدن والقصبات منها، أهل قراها و قبائلها المتنفذة خاصةً، الذين تأخر إعتناقهم للإسلام إلى أواسط القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي.

4ـ شق الكرد الذين اعتنقوا الإسلام في مراحلة مبكرة من تاريخ تأسيس الدولة العباسية، طريقهم نحو العمل في المجال الإداري والعسكري، ضمن مؤسسات الدولة العباسية، وفي ولاياتها مترامية، ودفعهم شعورهم الإسلامي العميق وولائهم للدولة العباسية، إلى أن يتسمَّوا بأسماء والقاب عربية، وكما أنَّه بسبب نظام الموالاة  إشتهر بعضهم  بإسم القبيلة العربية التي كان يواليها، فاختفت هوياتهم القوموية في تلك الهويات، وأصبحوا جزء من الحالة الإسلامية العامة.

5ـ إتَّخذت القبائل والنخب الدينية الكردية المتنفذة، الذين تأخر إعتناقهم للإسلام، مواقف مناهضة للدولة العباسية، وشاركوا في الكثير من الحركات السياسية ضد الدولة العباسية، وجاءت قرار  إعتناقهم للإسلام  بعد منتصف القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي، كإستجابة للتطوّرات ثقافية إجتماعية  شهدتها المجتمعات الكُردية من جهة، ولِتغيرات سياسية مرَّت بها الدولة العباسية من جهة أخرى.

6ـ تباينت درجات تأثير الهوية الإسلامية على تفكير وسلوكيات المجتمعات الكردية في العصور الإسلامية، بصورة عامة تركت الهوية الإسلامية تأثيراتها الفكرية والسلوكية على المجتمعات الكردية  المستقرة  من المدن والقصبات والقرى أكثر، ممَّا تركتها على المجتمعات القبلية المتنقلة، والتي كانت في الغالب تأثيرات محدودة وسطحية.

7ـ وتركت الهوية الإسلامية تأثيرات مزدوجة على مسيرة نضوج البنية القوموية للكرد، فهي من جهة كانت لها تأثير سلبي على هذا النضوج، وحيث زاد بإضافة نفسه كهوية جديدة على مجتمع منقسم في ذاته على هوياته الدينية، من حالة التعدد والإنقسام الديني، ودخل معهم كهوية جديدة في حالة الصراع الديني، وبذلك أحدث شرخاً أخر في بُنيتها القوموية، ومن جهة أخرى كانت لها تأثيرات إيجابية على مسيرة النضوج القوموي الكردي، خاصة بعد أن أصبحت هذه الهوية هوية غالبية الكرد في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، وبذلك قطع الكرد شوطاً كبيرا نحو توحيد هويَّتها الدينية، والتخلُّص من حالة إنقسامها الديني المتجذِّرِ فيها، بإعتبار أنَّ الإنقسام الديني في المجتمع الكردي كانت أحد عوامل الرئيسة لِتأخر نضوجها القوموي على مرّ العصور.

التنزيلات

منشور

2024-12-11

كيفية الاقتباس

جبار عبدالله خان خ., & ميرزا ميرزا الأركوشي أ. (2024). نشوء الهوية الإسلامية للكرد في العصر الإسلامي الوسيط دراسة فكرية تحليلية. مجلة الاكاديمية الکردیة, 3(61), 600–619. https://doi.org/10.56422/ka.3.61.432

إصدار

القسم

Articles